الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الطاهر هميلة : السياسيون يتاجرون بالعلم والنشيد، لا يفكّرون في الوطن وهم يرفعونه شعارا للتمويه على الناس

نشر في  18 جوان 2014  (11:51)

 أطالب بعرض المنصف المرزوقي على الفحص الطبي لنرى نسبة الاضطراب النفسي عنده..

الفساد الذي قامت به الترويكا في 3 سنوات كان أكبر بكثير  من فساد نظام بن علي في 23 سنة


 الباجي قائد السبسي  تجاوزه التاريخ والزمن، وهو يحلم بأن  يكون رئيساً لتونس ولو ليوم واحد

  حمّة الهمّامي يتحدّث عن العمّال وهو الذي لم يشتغل يوما في حياته

 الغنوشي مازال على عقيدته في أسلمة المجتمع وما يقوم به هي مناورات لتجاوز المصاعب

 الأشخاص الذين أعلنوا عن نيتهم الترشح للرئاسية يحملون أطماعا شخصية وليسوا في المستوى الذي يجعل منهم رموزا لتونس

 

ضيفنا اليوم هو الطاهر هميلة رئيس حزب الإقلاع من أجل المستقبل الذي أدلى لنا بحوار ناري كشف فيه ما يحدث من بيع وشراء في المجلس التأسيسي الذي تحوّل حسب وصفه إلى سوق «القرانة»، كما انتقد الطبقة السياسية ونعتها بالفاشلة التي تتاجر بالنشيد والوطن والعلم وتقدّم مصلحتها الخاصة على المصلحة العامة، وتحدّث ضيفنا عن راشد الغنوشي والباجي قائد السبسي وحمة الهمّامي وشخصيات سياسية أخرى لم تسلم من نقده وخاصة مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي الذي حمّله مسؤولية الدمار الذي شهدته تونس في عهد الترويكا.. إلى جانب هذه المواضيع تطرّق هميلة إلى ملفات أخرى ندعوكم لاكتشافها في الحوار التالي:


- الطقس حار والأجواء في البلاد أكثر حرارة، أليس كذلك؟
الطقس حار لأننا في أجواء الصّيف، والأجواء ساخنة في البلاد لأن الرّؤيا غير واضحة والنفوس ليست نقيّة وكلّ طرف «يحسب في حساباته» الخاصة  الضيّقة والحزبية المقيتة، ومشكلة الطبقة السياسية الوحيدة اليوم هي السلطة...
- كيف ذلك؟
في تقديري تعيش تونس الآن أزمة ثورة وهي ناتجة عن عجز الطبقة السياسية على الإرتقاء إلى مستوى الثورة، الطبقة السياسية بقيت ذهنيتها ورُؤاها وعقليتها في مستوى ما قبل الثورة حين كانت تريد فقط إرضاء الدكتاتور والإلتحاق بالسلطة كتابعين..
- حتّى هؤلاء الذين لبسوا جبّة الثورة؟!
كلّهم دون استثناء.. بما في ذلك النهضة وحزب المؤتمر والتكتّل لا زالوا متمسكين بأفكارهم المتمثّلة في المشاركة في الحكم حتّى لو كان الأمر مع بن علي.. وخلافهم الذي كان مع بن علي كان نتيجة سعيهم إلى الإلتحاق بالحكم والمشاركة فيه..
- لكنهم كانوا يطالبون بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان!
تلك شعارات يرفعونها لإيهام الناس وتمويههم وتكوين شعبيتهم، وهذه القواعد الشعبية فهمت اليوم -خصوصا بعد تجربة الترويكا في الحكم-  حقيقة نوايا هؤلاء وتأكدت أن الطبقة السياسية لا تسوى شيئا!!
- يعني كان بإمكان حركة النهضة والمؤتمر والتكتّل التعاون مع النظام السابق والإشتراك في ما يطلقون عليها اليوم بـ «منظومة الفساد» التي يتحدثون عنها وينددون بها؟
بالفعل، حين استلمت الترويكا الحكم، ألم تمارس الفساد؟ لو فتحنا الملفات وألقينا نظرة على التعيينات وعلى التجاوزات التي حصلت سنجد أن فساد الترويكا كان أكثر بكثير من فساد نظام بن علي في 23 سنة !! نفس الشيء بالنسبة للأحزاب التي بقيت خارج الحكم.. هناك أحزاب لم يكن  لديها ما يكفي لدفع أجور مقرّاتها أصبحت اليوم تملك المليارات التي جاءتها من الخارج وعن طريق جمعيات..
- تقصد الجمعيات الخيرية؟
نعم، تتلقى الأموال تحت غطاء مثل هذه الجمعيات وهذا هو النفاق السياسي، لأن الجمعيات الخيرية مهمتها القيام بعمل أخلاقي ومساعدة المحتاجين لكن السياسة  ليس فيها أخلاق، والكارثة عندنا ان الأخلاق والسياسة منفصلان عن بعضهما البعض، وكل إنسان لا يتمتع بالأخلاق لا يمكن أن يكون رجل سياسة بل رجل سلطة وحكم. وهناك فرق كبير بينهما، فرجل السياسة يسعى إلى الإرتقاء بالمجتمع  في حين يستغل رجل السلطة المشاكل ويوظفها للبقاء في السلطة.
- هناك من يقول اليوم إن الثورة لم يستفد منها إلا من كانوا في السجون يبيعون الخمر ومن تعلّقت بهم قضايا حق عام، هؤلاء تحوّلوا إلى ثوريين يمارسون كل أنواع العنف بتعلّة حماية الثورة، في حين تراجع الدخل الفردي للمواطن واشتعلت الأسعار وانتشر الإرهاب وانعدم الأمن، وأنت ماذا تقول؟
 تراجع الدخل الفردي وارتفاع الأسعار والفقر والبطالة كلها مظاهر الفساد الذي وُلد وترعرع وتضخّم في عهد الترويكا وأيضاً خلال فترة الباجي قائد السبسي الذي كان يقول «إن ما حدث في تونس لم يكن ثورة وأن كل ما في الأمر ان هناك شبابا عاطلا عن العمل قام ببعض الهرج الذي أدّى إلى ما أدّى إليه»..
- وأنت ماذا تقول؟
أنا أرى أن ما حدث في تونس هو ثورة ولكنها ثورة إنسانية وثورة أنبياء وقد كان لها انعكاسات كبيرة في بدايتها، ورأينا ما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية وفي طوكيو وبريطانيا وموسكو.. وبالتالي أنا أعتبرها ثورة ستغيّر مجرى تاريخ الحضارة في العالم، لكنّا الآن نعيش أزمة بدأت مع الباجي ووصلت ذروتها مع الترويكا التي فعلت بنا أكثر مما فعل بن علي..
- على أيّ مستوى؟
عدد العاطلين عن العمل قبل الثورة كان نصف عدد العاطلين اليوم، هناك من كان يعمل وله مورد رزق خسر عمله في عهد الترويكا.. إلى جانب ذلك فقد كانت جريمة الترويكا الكبيرة   تقسيم الشعب الذي كان قبل تسلّمها السلطة شعبا واحدا ومجتمعا متماسكا.. لذلك في فترة حكمها أصبح لدينا دولة لها العلم الرسمي وتتمثل في رئاسة الحكومة والمجلس التأسيسي وقصر قرطاج، وأخرى اتّخذت من جامع الفتح مقرّا لها وقد تحوّل  إلى مؤسسة سلطة وإلى دولة  داخل الدولة لها علمها الخاص بها وجيشها وشعاراتها.. والتيار الشعبي أو ما يسمّى باليسار أصبح هو بدوره دولة ووقعت لخبطة وتمزّق غير مسبوق داخل المجتمع ترتّب عنه فتنة دينية وخلل روحاني وضباب في العلاقات الإنسانية، بمعنى آخر أن الدمار لحق بالمجتمع.. وعلاوة على الأزمة السياسية التي نعيشها أصبحنا نعيش أيضاً أزمة وطنية واجتماعية وحضارية وأخلاقية.
- إلى أي مدى ساهم هذا الوضع في انتشار وتغلغل الإرهاب في البلاد؟
الإرهاب لم يأتِ به الريح، وهو تأسّس على قاعدة رُؤيا دينية من الخارج لا تنسجم مع تونس التي رفضت رؤية التطرّف والوهابية منذ بداية القرن التاسع عشر.. وبالتالي كان للشعب التونسي موقفا من التشدد والتطرف، لكن عندما وقعت الثورة وباسم الدين -وهذا خطأ من أخطاء النهضة- تغيّر كل شيء..  
- كيف ذلك؟
النهضة عندما جاءت للحكم لم يكن لديها مشروع اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي بل كان لديها مشروعا عاطفياً ترفعه وتقول  من خلاله أن الشعب التونسي مسلم كفّرهُ بورقيبة ويجب أن نُعيده الى الإسلام، وحتّى قانون العدالة الإنتقالية الذي أنجزوه يتّجه في نفس الإتجاه. وإلا ما معنى أن تنطلق العدالة الإنتقالية بداية من 1 جويلية 1955؟ في ذلك التاريخ هناك الحزب الحر الدستوري الذي حرّر البلاد وأنهى الملوكية وأسّس دولة مدنية حديثة.. هؤلاء الأشخاص اعتبرتهم النهضة اليوم مجرمين يجب محاسبتهم من خلال العدالة الانتقالية بتعلاّت لا أصل لها، إنّها رؤيا سلفية مقيتة أكدها حتّى الجبالي في إجتماع بسوسة عندما قال «أعلنّا الخلافة السادسة».. وبالتالي هي سلفية مقيتة وياليتها كانت سلفية دينية فقط، ولكن العلمانية دخلت أيضا في  السلفية واليسار دخل بدوره في سلفية مادية..وأصبحنا نعيش اليوم سلفية غريبة أي أننا لا ننظر إلى المستقبل.. وواقعنا اليوم يؤكّد الحالة التي وصلنا إليها، إقتصاد في حالة دمار، التجارة الموازية قضت على الدينار وقتلت الطبقة العاملة في تونس، هناك أناس أفلسوا وآخرون لم يكونوا يكسبون شيئا فأصبحت لديهم أكياس من الأموال وأصبح 65 بالمائة من الإقتصاد التونسي يدور خارج الدورة الرسمية،  علاوة على ذلك هناك الفكرة الجديدة التي جاءت بها الثورة والترويكا والتي لم تحصل في التاريخ وهي دفع أجرة المناضلين...
- ماذا تقصد؟
يعني أن الأشخاص الذين ناضلوا ودخلوا السجون يجب أن ندفع لهم أموالا مقابل ذلك!! وأنا أتساءل هنا: من قال لهم ناضلوا؟ ولماذا لا يدفع لهم المال من أرسلهم للنضال؟ هل طلب منهم الشعب ذلك حتّى يدفع هو ضريبة نضالهم؟ أنا اعتبر هؤلاء مرتزقة وليسوا مناضلين لأن النضال عطاء دون مقابل والمناضلون لا يتقاضون أجورا على نضالهم.. لكن هـؤلاء أخذوا أجرة على ذلك رغم تحذيراتنا من ذلك وتأكيدنا على أن ذلك عيب وفضيحة امام العالم، وعليه هناك عقلية غريبة استولت على دواليب السلطة وانحرفت بالمسيرة إلى غياهب الجهل والتراجع والرجعية.. أنا حزين على تونس أنا حزين على تونس.
لماذا؟
 لأن الثورة تغيّر الأشياء وهي إسقاط الموجود المرفوض ثم بناء المنشود المرغوب.. لكن ما حصل عكس ذلك، فالنهضة تريد إنشاء مجتمع إسلامي تجاوزه الزمن، اليسار يريد إنشاء مجتمع ماركسي والماركسية والستالينية انتهيا منذ زمان ، والليبراليون  يريدون مجتمعا ليبراليا رغم ان الليبرالية تجاوزتها الأحداث.. بحيث أن التيارات السياسية التي ظهرت بعد الثورة كانت كلها سلفية.  والسلفية في نهاية الأمر هي فهم سيّء للدين وفهم سيّء للحياة لأن الإسلام جاء محرّكا للتاريخ دافعا للإنسانية ومؤسسا للحضارة، وهذا ما أثبته التاريخ.. شعوبا وقبائل بدو أصبحوا أمة وأنجزوا حضارة .. اليوم الإسلام هو نفسه والرسول محمد صلى الله عليه وسلم مازال هو نفسه نبينا والقرآن مازال هو نفس القرآن، ولكن لماذا اصبح الدين معطّلا للتاريخ قاتلا للحضارة نافيا للحرية يبحث عن الموت والحال أن الإسلام يدفع إلى الحياة؟ وبالتالي فإن هذا المفهوم السيّء هو الذي برز في البلاد في حين نحن في حاجة ملحّة لثورة دينية تبلور الأفكار وتضع الأمور في نصابها وتوضّح الصورة وترفع الغشاوة.. وأنا طالبت بحوار وطني في موضوع «المسألة الدينية».. المسجد الذي كان يدفع إلى التاريخ والعلم والفقه أصبح اليوم يدفع إلى الموت! والشباب الذين وقع تسفيرهم إلى سوريا حرّضوهم في المساجد!! ألم تكن هذه المساجد مساجد ضرار التي هدّمها الرسول عليه الصلاة والسلام؟  يقول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ) صدق الله العظيم .اليوم اصبح هناك أشخاص جاهلون يصعدون على  المنابر ويخطبون في الناس ويوجهونهم ويزرعون الفتن باسم الدين! ثم ما معنى هذه التي تسمي نفسها بروابط حماية الثورة؟ الثورة تحميها الدولة وليس الأفراد، ولذا هذه المفاهيم المنقلبة على رأسها لابد أن ننتهي منها وإلا سنقول السلام على تونس.. الوضعية في بلادنا حرجة جداً، في مأزق كبير والفساد الذي لحق بتونس بعد ثلاث سنوات من الثورة قد يتطلب سنوات عديدة لإصلاحه، نحن نعيش في كارثة والطبقة السياسية غير واعية بالخطر ولا تفكر سوى في المواقع والسلطة والكرسي.
- هل يعني هذا أنك تشاطر من يتّهم السياسيين بالمتاجرة بالعلم والوطن والنشيد وأن تونس هي آخر اهتماماتهم؟
صحيح، لا يفكّرون في الوطن إطلاقا وهم يرفعونه شعارا وتعلّة للتمويه على الناس لا تهمّهم سوى مصالحهم، وأنا سأدعو الشعب في الحملة الانتخابية القادمة وأقول له «لا تصوّت للناس الذين جرّبتهم وكذبوا عليك ولعبوا بك»
 - والمجلس التأسيسي؟
جئنا به ليؤسس لدولة جديدة فإذا به أصبح كتلا وأحزاب، إمض لي على هذه الوثيقة أمضي لك على ما تريد، وافق على هذا الفصل سأوافق لك على ذاك.. يعني عملية بيع وشراء و»سوق قرانة» على حاله.. كل ذلك يحصل على حساب الوطن وعلى حساب المصلحة العليا للبلاد.
- تحدّثت في بداية الحوار عن دعم جهات أجنبية لأحزاب سياسية عن طريق جمعيات خيرية، لماذا وماهي مصلحتهم في ذلك، وهل أن القصد هو تطبيق اجندات خارجية على حساب تونس؟
الغاية هي قتل ووأد هذه الثورة لأنها تمثل خطرا على واقعهم وعلى الحكومات « الأركاييك» العتيقة التي بات من صالحهم محاربتها، كما أن مصالح أوروبا قد تتأثر بمثل هذه الثورات لأن مصالحها -وخلافا لما تتشدّق به- هي استغلال واستعباد الإنسان.. والكارثة الحقيقية ليست في من يريد للثورة أن تفشل لأن تلك قناعاته ولديه أسبابه، بل في من تحوّل إلى أجير يأخذ المال من الخارج لتدمير الوطن، وأحزابنا أصبحت أجيرة عند أعداء الثورة ومع ذلك تتحدث وتتشدّق باسم الثورة.
- كيف تقيّم أداء مصطفى بن جعفر في المجلس التأسيسي؟
مصطفى بن جعفر كان يريد الوصول إلى السلطة فوجد نفسه في السلطة، وهو يحاول أن يبقى فيها، وأنا أعتبره مسؤولا بنسبة 90 بالمائة على الدمار الذي حصل في تونس..
- لماذا؟
لأن نظامنا (الدستور الصغير) هو نظام مجلسي وبن جعفر رئيس المجلس له نفوذ وسلطات عريضة وكبيرة، ولكنه لم يمارسها وسكت عن اخطاء كثيرة اقترفها رئيس الجمهورية ورئيسا الحكومة الأول والثاني وغيّر مسار المجلس، كان مجلسا لبناء جمهورية جديدة فأصبح برلمانا لخدمة وترتيب مصالح الأحزاب، وأنا أعتبر مصطفى بن جعفر أساء إلى تونس أكثر مما أساء إليها بن علي ونظامه.
- لماذا طالبت بعرض الرئيس المنصف المرزوقي على الفحص الطبي؟
قلت إن الرجل لديه اضطرابات  نفسية وذهنية لابد من عرضه على الفحص الطبي..
- وكيف عرفت أنه يعاني من اضطرابات  نفسية وذهنية، هل انت طبيب؟
أنا لست طبيبا ولكن رجل تربية وتعليم مختصّ في دراسة علم النفس، أعرف ما معنى علم النفس وأعرف مقاييسه، لست طبيبا حتّى أقدر نسبة الإضطراب النفسي لديه، لذلك طالبت بعرضه على الفحص الطبي لنرى نسبة الاضطراب عنده..
- ولماذا قلت هذا الكلام؟
قلت ذلك عندما اتخذ قرارا لقطع العلاقات مع سوريا بطريقة مخالفة للدستور والقانون وتراتيب العمل السياسي، وسكوت بن جعفر عن هذه العملية كان في حد ذاته جريمة.. قلت ذلك أيضاً لأن المرزوقي غير مدرك لمصالح تونس ولا يعرف حقيقة دوره ولا يفهم ما يمكن أن ينجرّ على القرارات التي يتخذها، وقد بيّنت الأيام فعلا أنه مضطرب نفسيا ناهيك وقد وصل به الأمر في آخر تصريحاته إلى حد القول « لا تستثيقوا الدولة» والحال أنه رئيس لهذه الدولة!! هل يمكن لشخص متوازن ان يقول هذا الكلام؟ مستحيل.  
- هل لأجل ذلك طالبت مع مجموعة من النواب لسحب الثقة منه وإعفائه من مهمته؟
طالبنا بذلك وحصلنا على النصاب وقدمنا العريضة لكتابة المجلس لكن تمّ إحباط العملية من طرف النهضة ومصطفى بن جعفر لأن الترويكا متضامنة في ما بينها وتضامنها قائم على الباطل إلى الآن.. تصوّروا حتّى كوريا احدث معها المرزوقي أزمة!! وأنا أريد أن أقول حقيقة هامة يجب ان يدركها الشعب وهي أن الحقوقيون لا يصلحون للسياسة لأن هذه الأخيرة والحقوقيات أمران متناقضان..
- كنت من المعارضين لاستجواب وزيرة السياحة وكاتب الدولة المكلف بالأمن على خلفية دخول سياح إسرائيليين إلى تونس، لماذا عارضت الإستجواب؟
الدستور التونسي فيه فصل واضح يركّز على العمل الشفّاف، اليوم ليس لدينا قانون يمنع طائفة أو جنس أو ملّة من دخول تونس، بالتالي فالإسرائيليون الذين جاؤوا تعودوا على الدخول لمدة  40 سنة، وإذا كانت هناك خزعبلات سياسية وتصفية حسابات بين جانب أمني ووزير داخلية فهذا عبث بالقانون، أنا أتفهّم ان يتجاوز مواطن القانون، لكن لا أسمح ولا يعقل  للمجلس بأن يدوس على القانون لأنه هو من أنجز الدستور ومن غير المعقول أن يدوس عليه، وبالتالي ليس هناك قانونا يمنع دخولهم الى بلادنا. ثمّ لا ننسى هنا أن من يتحدث على أنها عملية تطبيع في القنوات التلفزية فأنا أقول أن الجزيرة هي قناة التطبيع وهي التي أدخلت اليهود والإسرائيليين إلى بيوتنا عنوة من خلال حضورهم في الإستيديوهات والظهور من تل أبيب وتمكينهم من التعبير عن آرائهم، وبالتالي أعتبر المساءلة نفاقا وتجاوزا للقانون.
-  ماذا تقول عن الأشخاص الذين عبروا عن نيتهم الترشح للرئاسية؟
هؤلاء أشخاص لا يستحقون هذا المنصب لأنهم لا يحملون وطنا ولا يحملون ثورة، بل يحملون فقط أطماعا شخصية وليسوا في المستوى الذي يجعل منهم رموزا لتونس التي يتجاوز عمرها 6 آلاف سنة.
- الورقة الحمراء في وجه من ترفعها؟
للطبقة السياسية جميعها دون استثناء.
- ماذا تقول عن راشد الغنوشي والنهضة؟
الشيخ راشد تعلّم التفكير السياسي في بريطانيا، ولكنه مازال على عقيدته في أسلمة المجتمع وما يقوم به هو مناوارات لتجاوز المصاعب لأنني مازلت أشاهد أعضاء من هيئته يتحدثون عن رابعة وعلى انقلاب مصر  وأشياء أخرى تدلّ على ان الرجل لم يتخلّ عن فكرته  لأنها غير قابلة للإنجاز بل تخلّى عن منهجيته التي اصطدمت بالناس.
 - والباجي قائد السبسي؟
هو إنسان تجاوزه التاريخ والزمن ولكنه يحلم بأن يكون رئيساً لتونس ولو ليوم واحد.
- حمّة الهمّامي ؟
يتحدّث عن العمّال وهو لم يشتغل يوما في حياته ولا أدري كيف لمن لا يعرف العمل أن يدافع عن العمّال .

أجرى الحوار: عادل بوهلال